منذ بداية ظهور التجهيز في الفراغ كأحد الإتجاهات الفنية المصاحبة للعديد من الاتجاهات التي ظهرت في فنون ما بعد الحداثة وآمن به العديد من الفنانين وأعتبروه نقلة فنية في تاريخ الفن التشكيلي جاءت بعد الكثير من المحاولات لكسر الأطر والأنماط التي تمثل الأصالة في الفن والبحث عن وسائل مختلفة للتعبير عن أفكارهم والاعتماد على مكتسبات العصر من تقدم وتطور رقمي وتكنولوجي لخلق أنماط وترتيبات جديدة أكثر مباشرة والاعتماد على الفكرة بإعتبارها الأساس في العمل الفني المجهز في الفراغ كونه يجمع بين ما هو بصري وما هو رمزي.

فكان التجهيز في الفراغ هو الإتجاه الذي ساعد الفنانين على التحرر ومنحهم أعلى درجات الابتكار والحرية وأقترب بالعمل الفني أكثر إلى الجمهور واستخدم العديد من الأشكال والخامات سابقة التجهيز ودمجها في نسيج واحد وخلق حالة التعايش بين كل هذه الموجودات في تصور إبداعي يحقق الفكرة ويؤكد على إرتباط الفن بالحياة والمجتمع.

وبعد العديد من المشاريع الفنية التي قدمها فنانون مصريون سواء على المستوى المحلي أو الدولي وكذلك عدد من الأحداث الفنية التي حاولت الإقتراب من هذه النوعية من الفنون يأتي صالون الفن المعاصر ليصبح أول حدث فني دوري نوعي يقدمه قطاع الفنون التشكيلية يحتضن تلك الاتجاهات المعاصرة جنباً إلى جنب محملاً بالعديد من الأهداف الساعي إلى تحقيقها أهمها منح هذه الفنون المساحة والإمكانيات ليقدم الفنانين أفكارهم وتجاربهم خاصة لمن تبنوا هذه الإتجاهات على مدار تاريخهم الفني.