الفنان د/ خالد حافظ

اللجنة المنظمة للصالون

art salon
contemporary

الفنان د/ خالد حافظ

اللجنة المنظمة للصالون

ما بعد الفكرة …. بين ثراء التجربة وعقم المصطلح

ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ العمدة “فك أوﺻﺎل أورفيوس” (1998) ﻳﻀﻊ المفكر والفيلسوف واللغوي اﻟﻤﺼﺮي أمريكي إﻳﻬﺎب ﺣﺴﻦ جدولاً بديعاً يعد مرجعاً فارقاً فاصلاً بين أفكار وحركات الحداثة ومثيلاتها التفكيكية لحركات وأفكار ما بعد الحداثة، ويعد حسن لدى كثير من الفلاسفة هو من صنع مصطلح “ما بعد الحداثة” وأحد مفكري الصف الأول في فكر هذا التيار وأحد فروعه وهي “التفكيكية”. في جدول حسن للفروق بين الفكرين نجد الكلمة في حداثة ومثيلتها فيما بعدها، مثل “الغرض” وعكسه “اللعب”، “التصميم” وعكسه “الصدفة”، “نظام القوى الهرمي” وعكسه “الفوضوية”، “العمل الفني النهائي المحكم” وعكسه “آلية التفكير- حدث المصادفة – البرفورمانس/ الأداء الارتجالي”، “الخلق الفني المتكامل” وعكسه “التفكيك”، “الظهور/التواجد” وعكسه “إبراز الفكرة بتغييب العنصر”، “الانتقاء” وعكسه “المزج” وهكذا انطلق حسن في صناعة الفوارق اللاغنى عنها لكل دارس ومعلم أكاديمي باحث في الحداثة وما بعدها والبنائية والتفكيكية.
ولكن …..
ما علاقة الفنان الممارس بكل تلك الأفكار؟ فهل درس الحداثيون الأوائل كماتيس وسيزان ومونيه وبيكاسو وبراك تلك الأفكار؟
مطلقًا… وهل كان جاكسون بولوك وفيليم دي كووننج وغيرهم من المحدثين الأواخر مدركًا لما كان يدور داخل بالون النقد أو أسوار الأكاديمية الحديدية الأربعة من الخلافات النخبوية حول البنائية والتفكيك؟ يقيناً الإجابة بالسلب.
للفنان كان البطل دوماً هو العمل الفني والممارسة الفنية بلا مصطلحات….
ونظر الفنان أحياناً للمصطلح النقدي بسخرية واستعلاء …
ولكن …..
كان هناك دوماً أمثال الفنان المعلم والفيلسوف جون بلدساري في أمريكا وجوزيف بويز في ألمانيا وقد ساهما مع غيرهم في العالم الغربي في محاولة إرساء إطاراً منظماً للعمل الفني الجمعي وربط مفهوم المصطلح مع الحفاظ على الممارسة راديكالية الحرية والتجريب.
ولكن…..
يأتي أحد أعظم مفكري القرن العشرين اللغوي وعالم الاجتماع نعوم تشومسكي ويرفض المصطلح تماماً لفشله في وضع قواعد علمية محددة لمكوناته ولفشله في الإتيان بأي دليل أو جديد أو إضافة للفكر التحليلي أو العلمي التجريبي. كذلك يصف الفيلسوف وعالم الاجتماع واستاذ الإعلام ديك هيبديج المصطلح بالغموض والفشل في إيضاح المعنى.
بل….
تصف الناقدة الأمريكية والاستاذة في جامعة بنسلفانيا للفنون كاميل باجاليا ما بعد الحداثة بأنه طاعون يعصف بالعقل وبالقلب وبأن المصطلح فشل عبر أربعة عقود في الإتيان بأي عمل فني معاصر مهم في إطار ذلك الفكر، بل تتهم التيار وفلاسفته بتدمير العمل الفني فكراً وتقنية عبر ترويج مجموعة من الأفكار المبهمة والتي تسمح للمغامرين بالدخول في الوسط والفني بفقر فكري وتقني وتبعيات ذلك من خلق أعمال ركيكة غير مؤثرة ومملة.
ولكن ….
ماذا يفعل الفنان بين أنياب الناقد والفيلسوف والمعلم وتاجر الفنون؟
لا توجد إجابة محددة، حيث تأثر البعض، ولم يقرأ البعض الآخر، وتفاعل المتلقي أحياناً ولم يبال أحياناً أخري، واعتنق الفنان بعض تلك الأفكار وترك آخرون الممارسة … ويقينا لم ولن توجد إجابة واحدة.
ولكن …
للمصطلح دوماً دورة حياة…
فهناك دوماً مساحة من التجريب الذي هو أصل الأشياء وأصل كل جديد وهي كلها ممارسات الفنان الحر… كذلك هناك دوماً مساحات شاسعة من الخلاف الفكري والأيديولوجي بين النقاد والفلاسفة، فكتاب ونقاد الحداثة والذين كانت دعوتهم في وقتها التاريخي راديكالية أرسوا ثم دافعوا دوماً عن مفاهيمهم الكونية عن الجمال والتنوير والسرد البصري شبه الروائي والاهتمام بمادية العمل الفني…
وانتقد فلاسفة ما بعد الحداثة أقرانهم الحداثيين في صميم عقيدتهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وثبوت عقم الأفكار الحداثية الثابتة التي فشلت في احتواء السياسة للمرة الثانية في قرن واحد… وتحددت مساحات الاختلاف في مناطق المرونة وقبول كل آخر وعدم اعتبارية اللون والدين والعرق كفوارق فكرية ونسبية الحقيقة والتعددية وعدم قبول فكرة الثوابت أي كانت والاعتماد على العلم المعملي التجريبي في تحديد اتجاه المجتمع.
ولكن…..
اعترض الفنان في الحداثة وما بعدها على مؤسسية الأفكار والمصطلحات…
ففي أوائل القرن العشرين ومنتصفه اعترض فنانو الدادا وفنانو الفلاكسس على مادية الأعمال وتجاريتها وصناعتها لسوق البيع وعدم فطريتها وتلقائية أفكارها الحرة غير المناسبة أحياناً لسوق الفن…. واتسم أعتراضهم بظهور واتساع شعبية فنون الحدث البيرفورمانس/الأداء الارتجالي غير المسرحي وصناعة العمل جمعياً أحياناً… وابتعدوا عن سوق الفن واجتذبوا نوعاً جديداً من المشاهدة والشعبية…. كذلك رفض كثير من الفنانين من المصورين والنحاتين وصف أعمالهم بالحداثة أو ما بعد الحداثة أو البنائية أو التفكيك أو الانحصار في إطار المصطلح…
وتلك هي الظاهرة حتى يومنا هذا وإن اختلف الفلاسفة والنقاد والأكاديميين الذين لم يملوا حتى ابتكروا مصطلح “انترميديا” و “انتر ديسيبليناري”، أي عملاً فنياً عابراً للوسيط الواحد وهي سمة من سمات مصطلح ” الفن المعاصر ” والذي يربط الفن ببيئة سداسية البيئات الست: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الثقافية والتكنولوجية والبيئية والقانونية منذ 1959.

يصف إيهاب حسن “الانترميديا” بأنها اندماج الأشكال والتباس العوالم وإذابة الفوارق بين المفاهيم.
ثم ظهرت فنون المفهوم…
وتلك تغلب الفكرة وخطوات التفكير على المنتج النهائي للعمل…. والغرض من العمل المفاهيمي هو طرح التساؤلات لدى المتلقي بحتمية مشاركة المتلقي كعنصر أساسي لنجاح الفكرة… تفتيت مادية العمل واللجوء لوسائط غير باقية/ فانية وغير صالحة للتداول أحياناً… وكانت الأدوات الرئيسية لأعمال المفهوم هي اللغة/ النص المكتوب الانستاليشن/ التركيب….
وتزاوج التركيب مع عناصره الفانية وأصبح “التركيب/ اينستاليشن” معبئاً في صندوق فنون المفهوم… وشرطاً: كانت لهواجس الفنان الذاتية أدوار البطولة في تلك الأعمال.
عدم جدوى المصطلح واختلاط المصطلحات مع اختلاف الفلاسفة…
ولم يبال الفنان…
فليس كل عملاً معاصراً هو بالتالي ما بعد حداثي..
وليس كل عملاً معاصراً هو بالتالي غير حداثي…
وليس كل عملاً مفاهيمياً هو بالتالي تركيب…. وإن كان العكس صحيحاً…
واختلف النقاد والفلاسفة حول موقع المينيمال آرت/ فنون الحد الأدنى والبوب آرت: أهما حركات حداثية أم ما بعد حداثية… مع الاتفاق أنها معاصرة.

ما بعد الفكرة
ما بعد الفكرة هو معرض لأعمال التركيب بمشاركة 2٥ فناناً مصرياً تمت دعوتهم لتاريخهم وتجربتهم المرموقة المحلية والإقليمية والدولية أحياناً إيماناً ومواكبة للعروض النوعية المماثلة في العالم يتناول كل فنان تجربته وموضوعه الذي يود العمل عليه.
عنوان المعرض يتخذ من كتاب ” الفن ما بعد فنون المفهوم ” المرجعية الفكرية… يرى المؤلف مؤرخ الفن الألماني بنجامين بوخلوه اختلافاً وتغيراً في اتجاه الممارسة الفنية في الستينيات عنها في السبعينيات وثمانينيات القرن العشرين بالتجاء فنانون مثل مارتا روزلر وسيندي شيرمان وشيري ليفاين وباربارا كروجر وجيرهارد ريختر واندرياس جوركي لصناعة أعمال تركيبية تلعب فيها الصورة الفوتوغرافية بعض أو كامل أدوار البطولة.
في معرض ” ما بعد الفكرة ” تم دعوة فنانين تواجدوا منذ دورة صالون الشباب الأول، كذلك فنانون أكبر أو أصغر سناً ممن اتخذوا من التركيب مرادفاً لغوياً سواء كان ذلك قبل أو بعد سنة 1989 وهي السنة الفارقة في ظهور وبداية شعبية هذه الممارسة الغنية العابرة للوسيط.
يطمح قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية في إرساء مجموعة من المعارض النوعية ترصد وتوثق وتؤرخ الممارسة الغنية في الفن التشكيلي البصري المصري في مبادرة شديدة الأهمية حيث التوقيت الزمني الآني والإقليم الجغرافي الذي يتسم منذ عقدين بصراع قوى محلي وإقليمي ومحاولات فرض ريادة ثقافية تتأتى من مؤسسات ومناطق ومساحات محيطة.
يثق القطاع في موهبة ومثابرة وثقافة وعمل الفنان المصري الذي يستند على مرجعية تاريخية وثقافية محددة ومثبتة وملموسة عبر عقود حديثة وألفيات سبقتها.

ما بعد الفكرة …. بين ثراء التجربة وعقم المصطلح

ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ العمدة “فك أوﺻﺎل أورفيوس” (1998) ﻳﻀﻊ المفكر والفيلسوف واللغوي اﻟﻤﺼﺮي أمريكي إﻳﻬﺎب ﺣﺴﻦ جدولاً بديعاً يعد مرجعاً فارقاً فاصلاً بين أفكار وحركات الحداثة ومثيلاتها التفكيكية لحركات وأفكار ما بعد الحداثة، ويعد حسن لدى كثير من الفلاسفة هو من صنع مصطلح “ما بعد الحداثة” وأحد مفكري الصف الأول في فكر هذا التيار وأحد فروعه وهي “التفكيكية”. في جدول حسن للفروق بين الفكرين نجد الكلمة في حداثة ومثيلتها فيما بعدها، مثل “الغرض” وعكسه “اللعب”، “التصميم” وعكسه “الصدفة”، “نظام القوى الهرمي” وعكسه “الفوضوية”، “العمل الفني النهائي المحكم” وعكسه “آلية التفكير- حدث المصادفة – البرفورمانس/ الأداء الارتجالي”، “الخلق الفني المتكامل” وعكسه “التفكيك”، “الظهور/التواجد” وعكسه “إبراز الفكرة بتغييب العنصر”، “الانتقاء” وعكسه “المزج” وهكذا انطلق حسن في صناعة الفوارق اللاغنى عنها لكل دارس ومعلم أكاديمي باحث في الحداثة وما بعدها والبنائية والتفكيكية.
ولكن …..
ما علاقة الفنان الممارس بكل تلك الأفكار؟ فهل درس الحداثيون الأوائل كماتيس وسيزان ومونيه وبيكاسو وبراك تلك الأفكار؟
مطلقًا… وهل كان جاكسون بولوك وفيليم دي كووننج وغيرهم من المحدثين الأواخر مدركًا لما كان يدور داخل بالون النقد أو أسوار الأكاديمية الحديدية الأربعة من الخلافات النخبوية حول البنائية والتفكيك؟ يقيناً الإجابة بالسلب.
للفنان كان البطل دوماً هو العمل الفني والممارسة الفنية بلا مصطلحات….
ونظر الفنان أحياناً للمصطلح النقدي بسخرية واستعلاء …
ولكن …..
كان هناك دوماً أمثال الفنان المعلم والفيلسوف جون بلدساري في أمريكا وجوزيف بويز في ألمانيا وقد ساهما مع غيرهم في العالم الغربي في محاولة إرساء إطاراً منظماً للعمل الفني الجمعي وربط مفهوم المصطلح مع الحفاظ على الممارسة راديكالية الحرية والتجريب.
ولكن…..
يأتي أحد أعظم مفكري القرن العشرين اللغوي وعالم الاجتماع نعوم تشومسكي ويرفض المصطلح تماماً لفشله في وضع قواعد علمية محددة لمكوناته ولفشله في الإتيان بأي دليل أو جديد أو إضافة للفكر التحليلي أو العلمي التجريبي. كذلك يصف الفيلسوف وعالم الاجتماع واستاذ الإعلام ديك هيبديج المصطلح بالغموض والفشل في إيضاح المعنى.
بل….
تصف الناقدة الأمريكية والاستاذة في جامعة بنسلفانيا للفنون كاميل باجاليا ما بعد الحداثة بأنه طاعون يعصف بالعقل وبالقلب وبأن المصطلح فشل عبر أربعة عقود في الإتيان بأي عمل فني معاصر مهم في إطار ذلك الفكر، بل تتهم التيار وفلاسفته بتدمير العمل الفني فكراً وتقنية عبر ترويج مجموعة من الأفكار المبهمة والتي تسمح للمغامرين بالدخول في الوسط والفني بفقر فكري وتقني وتبعيات ذلك من خلق أعمال ركيكة غير مؤثرة ومملة.
ولكن ….
ماذا يفعل الفنان بين أنياب الناقد والفيلسوف والمعلم وتاجر الفنون؟
لا توجد إجابة محددة، حيث تأثر البعض، ولم يقرأ البعض الآخر، وتفاعل المتلقي أحياناً ولم يبال أحياناً أخري، واعتنق الفنان بعض تلك الأفكار وترك آخرون الممارسة … ويقينا لم ولن توجد إجابة واحدة.
ولكن …
للمصطلح دوماً دورة حياة…
فهناك دوماً مساحة من التجريب الذي هو أصل الأشياء وأصل كل جديد وهي كلها ممارسات الفنان الحر… كذلك هناك دوماً مساحات شاسعة من الخلاف الفكري والأيديولوجي بين النقاد والفلاسفة، فكتاب ونقاد الحداثة والذين كانت دعوتهم في وقتها التاريخي راديكالية أرسوا ثم دافعوا دوماً عن مفاهيمهم الكونية عن الجمال والتنوير والسرد البصري شبه الروائي والاهتمام بمادية العمل الفني…
وانتقد فلاسفة ما بعد الحداثة أقرانهم الحداثيين في صميم عقيدتهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وثبوت عقم الأفكار الحداثية الثابتة التي فشلت في احتواء السياسة للمرة الثانية في قرن واحد… وتحددت مساحات الاختلاف في مناطق المرونة وقبول كل آخر وعدم اعتبارية اللون والدين والعرق كفوارق فكرية ونسبية الحقيقة والتعددية وعدم قبول فكرة الثوابت أي كانت والاعتماد على العلم المعملي التجريبي في تحديد اتجاه المجتمع.
ولكن…..
اعترض الفنان في الحداثة وما بعدها على مؤسسية الأفكار والمصطلحات…
ففي أوائل القرن العشرين ومنتصفه اعترض فنانو الدادا وفنانو الفلاكسس على مادية الأعمال وتجاريتها وصناعتها لسوق البيع وعدم فطريتها وتلقائية أفكارها الحرة غير المناسبة أحياناً لسوق الفن…. واتسم أعتراضهم بظهور واتساع شعبية فنون الحدث البيرفورمانس/الأداء الارتجالي غير المسرحي وصناعة العمل جمعياً أحياناً… وابتعدوا عن سوق الفن واجتذبوا نوعاً جديداً من المشاهدة والشعبية…. كذلك رفض كثير من الفنانين من المصورين والنحاتين وصف أعمالهم بالحداثة أو ما بعد الحداثة أو البنائية أو التفكيك أو الانحصار في إطار المصطلح…
وتلك هي الظاهرة حتى يومنا هذا وإن اختلف الفلاسفة والنقاد والأكاديميين الذين لم يملوا حتى ابتكروا مصطلح “انترميديا” و “انتر ديسيبليناري”، أي عملاً فنياً عابراً للوسيط الواحد وهي سمة من سمات مصطلح ” الفن المعاصر ” والذي يربط الفن ببيئة سداسية البيئات الست: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الثقافية والتكنولوجية والبيئية والقانونية منذ 1959.

يصف إيهاب حسن “الانترميديا” بأنها اندماج الأشكال والتباس العوالم وإذابة الفوارق بين المفاهيم.
ثم ظهرت فنون المفهوم…
وتلك تغلب الفكرة وخطوات التفكير على المنتج النهائي للعمل…. والغرض من العمل المفاهيمي هو طرح التساؤلات لدى المتلقي بحتمية مشاركة المتلقي كعنصر أساسي لنجاح الفكرة… تفتيت مادية العمل واللجوء لوسائط غير باقية/ فانية وغير صالحة للتداول أحياناً… وكانت الأدوات الرئيسية لأعمال المفهوم هي اللغة/ النص المكتوب الانستاليشن/ التركيب….
وتزاوج التركيب مع عناصره الفانية وأصبح “التركيب/ اينستاليشن” معبئاً في صندوق فنون المفهوم… وشرطاً: كانت لهواجس الفنان الذاتية أدوار البطولة في تلك الأعمال.
عدم جدوى المصطلح واختلاط المصطلحات مع اختلاف الفلاسفة…
ولم يبال الفنان…
فليس كل عملاً معاصراً هو بالتالي ما بعد حداثي..
وليس كل عملاً معاصراً هو بالتالي غير حداثي…
وليس كل عملاً مفاهيمياً هو بالتالي تركيب…. وإن كان العكس صحيحاً…
واختلف النقاد والفلاسفة حول موقع المينيمال آرت/ فنون الحد الأدنى والبوب آرت: أهما حركات حداثية أم ما بعد حداثية… مع الاتفاق أنها معاصرة.

ما بعد الفكرة
ما بعد الفكرة هو معرض لأعمال التركيب بمشاركة 2٥ فناناً مصرياً تمت دعوتهم لتاريخهم وتجربتهم المرموقة المحلية والإقليمية والدولية أحياناً إيماناً ومواكبة للعروض النوعية المماثلة في العالم يتناول كل فنان تجربته وموضوعه الذي يود العمل عليه.
عنوان المعرض يتخذ من كتاب ” الفن ما بعد فنون المفهوم ” المرجعية الفكرية… يرى المؤلف مؤرخ الفن الألماني بنجامين بوخلوه اختلافاً وتغيراً في اتجاه الممارسة الفنية في الستينيات عنها في السبعينيات وثمانينيات القرن العشرين بالتجاء فنانون مثل مارتا روزلر وسيندي شيرمان وشيري ليفاين وباربارا كروجر وجيرهارد ريختر واندرياس جوركي لصناعة أعمال تركيبية تلعب فيها الصورة الفوتوغرافية بعض أو كامل أدوار البطولة.
في معرض ” ما بعد الفكرة ” تم دعوة فنانين تواجدوا منذ دورة صالون الشباب الأول، كذلك فنانون أكبر أو أصغر سناً ممن اتخذوا من التركيب مرادفاً لغوياً سواء كان ذلك قبل أو بعد سنة 1989 وهي السنة الفارقة في ظهور وبداية شعبية هذه الممارسة الغنية العابرة للوسيط.
يطمح قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية في إرساء مجموعة من المعارض النوعية ترصد وتوثق وتؤرخ الممارسة الغنية في الفن التشكيلي البصري المصري في مبادرة شديدة الأهمية حيث التوقيت الزمني الآني والإقليم الجغرافي الذي يتسم منذ عقدين بصراع قوى محلي وإقليمي ومحاولات فرض ريادة ثقافية تتأتى من مؤسسات ومناطق ومساحات محيطة.
يثق القطاع في موهبة ومثابرة وثقافة وعمل الفنان المصري الذي يستند على مرجعية تاريخية وثقافية محددة ومثبتة وملموسة عبر عقود حديثة وألفيات سبقتها.

الموقع في إستضافة الفنان إسلام عبدالله

All Rights Reserved | Palace of Arts © 2021 | Powered by Puzzle Studios | Moataz Abdallah